من الضروري أن يولي صانعو الأفلام اهتماما خاصا بمراسم الأربعين في أعمالهم السينمائية وان يبذلوا قصارى جهودهم لتمهيد الطريق لهذه القضية.
وافاد موقع قناة آي فيلم ان هناك ضرورة على عاتق سينما الدول الاسلامية لكي تخصص حصة من انتاجها السنوي لتصوير مسيرة الاربعين الحسيني مع مختلف مخرجي الافلام ولم محاولات حثيثة للنهوض ومساندة ودعم هذه القضية بالسينما بشکل مطلوب.
وقد تطورت السينما الدينية وسينما المقاومة بعد ان شهدت العديد من التغييرات في الشكل والمضمون التي تناسب الظروف الزمنية ومتطلبات العصر ولعبت السينما الإيرانية دورا كبيرا منذ الثورة الاسلامية بدعم هذه السينما، سواء على الصعيد المعنوي أو المادي لكن هذه السينما تحتاج إلى دعم أكثر وجهود مشتركة لتطويرها في العالم الإسلامي والعالم بأسره لإيجاد مكان لها في العالم.
وقد قام مخرجو الافلام الوثائقية حتى الان بانتاج عشرات الافلام حول مسيرة الاربعين لكن لم تظهر بشكل كافي في السينما وهو بالتأكيد ضعف كبير في فئة السينما الدينية والمقاومة.
وتتمتع المسيرة بامكانات انها لا يمكن ان تقتصر على السينما الدينية وسينما المقاومة وانما يمكن ايضا تناولها السينما الاجتماعية. في الواقع ان اتساع موضوع هذه المسيرة وكثرة الأشخاص الحاضرين فيها من مختلف الاذواق والاجناس والجنسيات يترك مجال الابداع مفتوحا ويمكن ان يقدم موضوعات جديدة لكتاب السيناريو والمنتجين والمخرجين.
وهذا يوضح بان السينما الدينية والمقاومة بحاجة الى اعادة تعريف بسبب تعدد المواضيع ومن المؤكد ان المعالجة السينمائية لهذا الحدث هي في حد ذاتها شكل من اشكال الاعلان الذي يمكن ان يصور جوانب هذا الحدث للناس في جميع انحاء العالم.
وانتاج افلام حول هذه المسيرة لا يحتاج الى ميزانية ضخمة مثل الافلام التي تتناول العمليات الارهابية لتنظيم داعش لهذا من الضروري تسليط الضوء على هذا الحدث بشكل خاص من خلال اعمال ذات انتاجات فاخرة لما لها من تأثير ايجابي على نظرا لمرونة الموضوع وينيته الاسرية والاقبال جماهيري الواسع على مثل تلك الاعمال.
يذكر ان أحد التقاليد الدينية لتعزيز القوى الروحية وتذكير الأنفس هي زيارة ضرائح الأئمة المعصومين(عليهم السلام) والمراقد المقدسة بأن العالم المادي هو عالم يزول. ومن بين هذه الزيارات، هي زيارة الأربعين، والتي تقام كل عام بمناسبة يوم الأربعين لاستشهاد الإمام الحسين (ع)، الإمام الثالث للشيعة، على شكل مسيرة لعدة كيلومترات مشيا على الأقدام من مدينة النجف الأشرف إلى مدينة كربلاء ومرقد الإمام الحسين(ع) وأصحابه الشهداء.
ويعتبر هذا المراسم التي تحول اليوم إلى تجمع مليوني، من أقوى رموز التضامن. وفي أربعينية الإمام الحسين(ع)، تتجمع مجموعات مختلفة من المسلمين، سواء الشيعة أو السنة، وحتى الأشخاص من الديانات والمجموعات العرقية المختلفة في الشرق الأوسط واإفريقيا ودول أخرى مما يجعل هذا الحدث أكبر تجمع ديني سنوي في العالم حيث يتجه معظم الزوار من النجف إلى كربلاء، وعلى طول الطريق توجد مواكب لاستقبال الزوار، والتي يتم تنظيمها من قبل دول مختلفة.
اقرأ المزيد:
ل.ق/ د.ت